08‏/04‏/2012


الاسم:سحر سويلم الشمري
4t1الشعبة:
الباب الثاني : التفكير السلبي,( 9من نقطة) 148-169التلخيص من صفحة


التفكير السلبي

شكى لي أحد أصدقائي أن زوجته لا تريد أن تخرج وترفض أي دعوة وأصبحت عصبية جداً معه وأيضاً مع أولادهم مما جعلهم جميعاً يعيشون في مأساة لا يعرف سببها. فطلبت منه أن يصف لي كيف تقضي وقتها؟ فقال:( كانت من قبل نشطة جداً تحب الخروج والقراءة ولها اهتمامات كثيرة وفجأة وبدون أي سبب أعرفه وجدتها تتحول إلى شخص آخر لا أعرفه, فقد فقدت الاهتمام بكل شيء فلا تريد منا أن نقبل أي دعوة من الأصدقاء الذين كنا نراهم على الأقل مرة كل أسبوع ولا تريد منا أن نخرج جميعا للعشاء في الخارج, وهي يبدو عليها التعب والملل فلا تتكلم إلا بعصبية وأصبحت تغضب لأتفه الأسباب)) وطلبت منه أن أقابلها فرفضت ثم بعد ذلك بأسبوع اتصلت هي شخصياً تطلب لقائي وعند المقابلة وجدت أمامي شخصاً لا يهتم بمظهره ولا يبالي بأي شيء فسألتها ماذا تفعلين طوال اليوم؟ فقالت: لا شيء فقد فقدت الإحساس بالحماس كما لو أن إنساناً مريضاً وفقد شهيته فلا يريد أن يأكل , ولا أعرف لماذا, مع أن حياتي مستقرة والحمد لله فأنا أعمل في وظيفة ممتازة فأنا مديرة قسم العلاقات العامة في شركة من شركات الأدوية العالمية, ومرتبي ممتاز ومن طبيعة عملي الاهتمام بالعملاء. أما عن حياتي العائلية فأنا أم لثلاثة أولاد ومتفوقون في دراساتهم, وزوجي أعتبره هدية من الله عز وجل فهو أكثر من ممتاز. فسألتها متى كانت أخر مرة أخذت فيها إجازة عن العمل , فقالت: لم آخذ عطلة طويلة منذ فترة وذلك بسبب انشغالي الدائم في العمل وفي المنزل .
          ومن خلال الحديث معها عرفت أنه بسبب كل هذه النشاطات والمسئوليات المستمرة والتي لا تقف إلا عندما تنام, قد يصل الإنسان إلى الشعور بالممل مما يسبب له حالة المزاج المنخفض التي تجعله يشعر بحالة من الرفض الداخلي لكل هذه المسئوليات التي لا تنتهي وتسبب له ما يسميه العلماء ((بالانعكاس النفسي)).
          وبذلك تجد أن التفكير السلبي الذي يضعه الإنسان في ذهنه سواء كان مدركا أم لا يجعله يصل إلى حالة المزاج المنخفض والتي بدورها تجعل الإنسان يفقد الشهية في نشاطات الحياة.
الصحبة السلبية
          كنت مدعواً إلى حفل عشاء عند أحد الأصدقاء وكان هناك حوالي ثلاثون شخصاً يتحدثون عن السياسة ويسبون المسئولين ثم تحول الموضوع إلى الكلام عن مشاكل الحياة وصعوباتها والحالات النفسية المنتشرة حولنا, ثم تحول الموضوع في الكلام عن الناس بكل الطرق السلبية الممكنة. فوجدت نفسي أشعر بمشاعر سلبية فشكرت صديقي وخرجت .
          فالصحبة السلبية تسبب التركيز على السلبيات وتجعل العقل يفتح كل الملفات من نفس النوع مما يسبب نتائج أيضاً من نفس النوع وهنا مثل عربي يقول:( جليس المرء مثله) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :(المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل).
          والتفكير السلبي يجعل لغة الشخص سلبية فتجده دائم الشكوى وذلك لا يشجع الإيجابيين على التعامل معه لأن الشخص الإيجابي يفكر في الحل وفي التقدم والنمو, بينما الشخص السلبي يركز على المشكلة ويبتعد عن أهدافه ويجذب إليه الناس من نفس نوعه.

بعض وسائل الإعلام:
          كنت أصلي في مسجد في مونتريال ووصف الإمام التلفاز بأنه ((شاشة الشيطان)) وكان يتحدث عن ضياع الوقت وكيف أن معظم الناس يضيعون أوقاتهم فيما لا ينفع بل على العكس يضرهم وأن الفضائيات وصلت إلى مرحلة من السفالة لم يعهدها مجتمعنا من قبل. وبعد انتهاء الخطبة ذهبت لمقابلته وهنأته على قوة تأثيره على الحاضرين ثم سألته :(ما الذي يقصده بشاشة الشيطان) فقال : الله سبحانه وتعالى وهبنا العقل لكي نستخدمه في أشياء مفيدة تجعلنا نفكر أكثر في خلق السموات والأرض وتقربنا أكثر منه عز وجل, ولكن من ناحية أخرى هناك بعض الناس يستخدمون هذا العقل المعجزة في الإساءة , فنجد الفضائيات تعرض الأغاني الخليعة التي لا غرض منها إلا الإثارة الجنسية التي تجعل الناس وخاصة الشباب يخطئون أخطاء قد تؤدي إلى الزنا, ثم أضاف أما عن الأخبار فلغتها سلبية إلى درجة تجعل أي إنسان يشاهدها يشعر بالإحباط وهي أيضاً تعمل على الإثارة وتخويف الناس والإعلانات والموسيقى تجعل الناس تتأثر بقوة وقد ثبت علمياً أنها تسبب الإكتئاب. ثم قال لغتنا أصبحت سلبية وكئيبة بسبب هذه الشاشة اللعينة التي أرى من واجبي كداعية لله سبحانه وتعالى أن أحذر الناس منها.
          هذا مثال صغير من أن وسائل الإعلام لديها القدرة على التأثير على المشاهدين ومعظم البرامج التي تعرض الآن تركز على الإثارة بكل أنواعها المختلفة.



نتائج التفكير السلبي:
عندما يكون الإنسان في وضع يجعله يشعر بالخطر على حياته سواء كان ذلك الوضع حقيقا أو تخيلياً فإن العقل العاطفي المسئول عن البقاء يتخطى العقل التحليلي المسئول عن التحليل والمنطق فلا يستطيع الإنسان أن يفكر في أي شيء إلا في البقاء وهنا تنتشر كمية الأدرينالين التي تعطي للإنسان قوة كبيرة في عضلات جسمه خصوصا عضلات الأرجل واليدين ويرتفع ضغط الدم, ويكون رد الفعل إما الهروب من مصدر الخطر أو الهجوم للدفاع عن النفس.
          مبدأ الهجوم أو الهروب يسمى أيضاً إنذار البقاء وهو يحدث عندما يكون الإنسان في حالة تهدد حياته فعلا وذلك رد فعل إيجابي يساعد الإنسان على البقاء, فمثلا أن شخصا ما يقضي وقتا ممتعا مع عائلته في الحديقة وفجأة  لاحظ أن هناك ثعباناً ضخماً يقترب منه ومن عائلته, فإن عليه أن يفعل كل ما يستطيع لكي يبعد هذا الخطر. هذا التصرف طبيعي جدا وضروري للحفاظ على البقاء. لكن من ناحية أخرى والتي بسببها وضعت حالة الهجوم أو الهروب من ضمن نتائج التفكير السلبي هو عندما يستخدم الشخص كل طاقات العقل العاطفي وقوة الأدرينالين في التعامل مع تحديات الحياة اليومية التي لا تحتاج إلى الدفاع عن النفس من أجل البقاء.
وحالة الهروب أو الهجوم تتكون من ثلاث مجموعات أساسية:
المجموعة الأولى: الوجود:
          في هذه المجموعة يكون الشخص متواجدا بنفسه في مكان مصدر الخطر سواء كان الخطر يتمثل في حريق حدث في مكان عمله أو منزله , أو مشاجرات جسمانية, الخ... أو من أشياء قد تكون فعلا خطرا على حياته هنا مبدأ الهجوم أو الهروب مهم جدا للدفاع عن النفس.
المجموعة الثانية: التخيل:
          في هذه المجموعة لا يكون الشخص متواجدا شخصيا مع الشيء الذي يهدد حياته بالخطر ولكنه يفكر ويتخيل نفسه في مواقف تهدده بالخطر ويتوقعها ويعتقد في وجودها , وقد كان "سيجموند فرويد" من أول العلماء الذين أثبتوا أن العقل الباطن لا يعرف الفرق بين شيء حقيقي أو تخيلي ففي كلتا الحالتين سيفتح الملفات وتكتمل الدورة الذهنية. كل ذلك يحدث فقط في التخيل ويسبب تفجير الحالة كما لو كانت حقيقية.
المجموعة الثالثة: الإدراك
          في هذه المجموعة يدرك الإنسان أن ما يحدث له من تحديات الحياة العادية اليومية التي يمر بها وكأنها خطر يهدد حياته مثل الخلافات الزوجية أو الاجتماعية أو المقابلات الهامة أو التحدث أمام الجمهور أو الامتحانات .

القتلة الثلاثة (اللوم-النقد-المقارنة):
لقد اخترنا اسم القتلة الثلاثة لما فيها من سم مثل سم الثعبان الذي يجري في الدم فيقتل الإنسان فعندما يستخدم الشخص أي نوع من هذه الأنواع الثلاثة فهو ينعكس عليه هو بسلبيات أسوأ من التي تحدث للشخص الآخر, والآن سنتكلم عن كل منها:
1- اللوم:
عندما تلوم أي إنسان فأنت تضعه في موقف الدفاع عن نفسه وقد تكون النتيجة رد فعل سلبي ولكن من الناحية الأخرى اللوم يجعل الإنسان يشعر أنه ضحية وهذا هو السم الداخلي الذي يحدث للإنسان ويجري في عروقه ويخزن بعمق في عقله الباطن,أما النتائج السلبية التي تحدث بسبب اللوم فهي عدم استخدام القدرات..
2- النقد:
النقد في حد ذاته إن لم يكن مستخدما بأسلوب قد نسميه" الساندويتش" أي أنك تبدأ بشيء إيجابي عن الشخص, وتنهي الحديث أيضا بشيء إيجابي وفي المنتصف تعطي رأيك في الفكرة وليس الشخص نفسه لأن الشخص ليس أفكاره ولا سلوكياته فأنت تفصل بينه وبين سلوكه, إن لم يستخدم بهذه الطريقة البناءة فهو يسبب رد فعل عنيف لأنه يتعامل مباشرة مع المفهوم الذاتي للشخص الآخر الذي يحتوي على قيمه واعتقاداته ومبادئه وإدراكه ويسبب الشعور بالعزلة والضياع وبأن الشخص ليس عنده قيمة وأنه أقل من الشخص الآخر الذي ينقده ولذلك يكون رد الفعل قويا وعنيفا ويترك آثارا سلبية تؤدي إلى الغضب والحزن..
3- المقارنة:
المقارنة لها ثلاثة أنواع أساسية وهي:
أ/المقارنة بين الشخص ذاته وبين الآخرين:
هنا يقارن الشخص بينه وبين شخص آخر في النتائج والسلوكيات والشكل والوظائف ومشكلة هذا النوع من المقارنة هو أن الشخص يركز على شيء ضعيف في نفسه ويقارن به شيئا قويا عند الشخص الآخر فمثلا من الممكن أن يكون الشخص قصيرا فيقارن بينه وبين شخص آخر طويل فيشعر بإحباط,, وهذا النوع من المقارنة يسبب للشخص الشعور بأنه أقل من الآخرين ويجعله يقع في حفرة الحسد والحقد والشعور بالغضب والحزن..

ب/المقارنة بين الشخص ذاته في وقته الحاضر وبين نفسه في الماضي:
هنا يكون الشخص في حالة نفسية أو مادية أو معنوية أو عائلية أو اجتماعية أو حتى صحية ضعيفة فيفكر كيف كانت حالته في الماضي وأنه كان أفضل من اليوم وتفكيره بهذه الطريقة يجعله يشعر بالتعاسة والإحباط لأنه فقد ما كان عليه بالأمس,, والحقيقة أن هذا النوع منتشر جدا بين الناس فقد تجد شخصا يتكلم عن الماضي وكيف كان رائعا وكيف أن الحياة لم تصبح كما كانت بل أصبحت صعبة جدا, وهذه المقارنة تجعله يشعر بالحسرة والحزن.
ج/المقارنة بين شخص وآخر:
هنا يأخذ الشخص مكان القاضي فيحكم على إنسان بأنه أقل من شخص آخر, فمثلا قد نجد أما تقارن بين أخ وأخيه وتقول له:" انظر إلى أخيك كيف أنه رائع في عمل واجباته أما أنت فتضيع وقتك في أشياء لا تفيدك" وهذه المقارنة لها رسالة خفية ترسلها الأم بدون إدراك واع لخطورة هذه المقارنة وهي أن الشخص الذي تقارن بينه وبين الآخرين هو أقل منهم وأنهم أفضل منه, وذلك يجعله يشعر بعدم التقدير وبأنه أقل من الآخرين وذلك يسبب له الشعور بالحقد عليهم وكرههم وأيضا بالغضب تجاه الشخص الذي يقارن بينه وبين الآخرين بهذه الطريقة..
سلبيات قوة الفكر:
هل التفكير السلبي يجعل الفكر إيجابيا؟ طبعا الإجابة واضحة وهي لا,, بل على العكس التفكير السلبي يسبب أحاسيس وسلوكيات ونتائج من نفس نوعه, والتفكير السلبي يؤثر على الأعضاء فوجدوا أنه يجعل المعدة تفرز أحماضا شديدة القوة ووجدوا أنه يسبب أكثر من 75% من الأمراض العضوية.
          والآن دعني أسألك , لو كانت هذه الأحماض بهذه القوة لدرجة أنها قتلت حيوان فكيف تؤثر على الإنسان؟ والإجابة واضحة وهي أنها تسبب أمراضاً.
تقوية الذات السفلى:
الذات السفلى تعتبر من أقوى تحديات الإنسان في حياته فهي ذات سلبية إلى أبعد الحدود, دنيوية وتركيزها على المتعة والرغبات, من أهم عملها هو أن تكون على صواب مهما كانت الظروف حتى ولو كان الشخص خاطئا, الذات السفلى ذات أنانية, متكبرة, ظالمة لا ترى إلا المصلحة الشخصية والاستغلال والمكسب المادي الخاص دون المبالاة بمصلحة الآخرين, هي الذات التي تخاصم وتكره وتحقد وتحسد, هي التي تغضب وتصرخ وتصيح هي التي تنافس وتسبب الخوف والقلق والضياع , هي التي تسبب كافة الضغوط والأمراض النفسية هي التي تجعل الناس يعيشون في الماضي أو يضيعون في المستقبل, هي الذات التي تجعل الإنسان يتصرف بطريقة شريرة, هي الذات التي تجعل الإنسان يعيش في عدم الأمان, والذات السفلى هي التي تجعل الإنسان يقاطع أقرب الناس إليه حتى ولو كانت والدته أو والده أو أبناءه, ويجد التسامح ليس إلا ضعفا وحتى لو سامح فتجده يفعل ذلك مضطرا لكي يرضي أحدا..
التفكير السلبي قد يؤدي إلى الإدمان بل إنه هو في حد ذاته إدمان..
التفكير السلبي مرض خطير جدا بل هو إدمان مثل إدمان المخدرات! والواقع أن الإدمان في حد ذاته ليس إلا نتيجة عدم اتزان وحالة نفسية سلبية جعلت الشخص يحاول الهرب والخروج منها فاتجه إلى شيء اعتقد في وقتها أنه الحل لمشاكله, فبدأ بالخطوة الأولى ثم كررها حتى أصبحت عادة يستخدمها في الهروب من مشاكله وتشعره بالسعادة دون أن يدرك أنها أخطر بكثير من الحالة النفسية التي كان يعاني منها, إذن التفكير السلبي قد يكون السبب في الإدمان لأن الشخص الروحاني المتزن لا يفكر في الهروب من تحديات الحياة بهذه الطرق ولكنه يتعامل معها ويفكر فيها بطريقة روحانية وإيجابية فيتقبل الهدية من الله- سبحانه وتعالى- ويتوكل عليه وحده فيصلي أكثر ويدعوه أكثر ويصبر أكثر ويعرف تماما أن الله عز وجل يحب المتوكلين الصابرين ووعدهم بالخير في الدنيا والآخرة..
 
ﺍﻟﻔﻘﻲ ، ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .(2008) .ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ.ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق