08‏/04‏/2012


الاسم: ريما رياض الفرج                                                                                          التلخيص: من صفحة 213 إلى صفحة 231  من الباب الثالث : التفكير الايجابي

 3/ لا تصبح المشكلة ... افصل بينك وبين المشكلة :

"مهما فكرت في نفسك فأنت أقوى مما تتخيل " بهذه الكلمات قابلني صديقي ريجيس نادو الذي كان وقتها المدير العام لأحد فنادق الخمس نجوم وكنت أنا مساعد المدير العام . كنت أشعر بخيبة الأمل وأيضا بالغضب لضياع عقد كبير مع إحدى شركات الطيران يقدر بأكثر من مليون دولار سنويا ولمدة خمس سنوات بسبب تفويضي للمشروع لمدير المأكولات والمشروبات الذي تصرف بأسلوب سلبي مع مدير العلاقات العامة لشركه الطيران . وبذلك قررت إعطاء العقد لفندق أخر. طلبت مقابلة المدير العام وشرحت له الموقف كما حدث وبأني أتحمل المسؤولية وقد قدمت استقالتي ,ولكنة طلب مني أن أجلس ثم قال: "إبراهيم بسبب أفكارك وخبراتك أسلوب تخطيطك الاستراتيجي أصبح الفندق من أفضل الفنادق في كندا , بل ساعدت الفندق على كسب أرباح تعد بالملايين فلماذا تفكر بهذه الطريقة الآن "فقلت: "لأنه كان يجب علي أنا شخصيا التعامل مع عقد في هذا الحجم "فقال: "لن تستطيع أن تفعل كل شيء في نفس الوقت ولا تكون في كل مكان في نفس الوقت وكان يجب على مدير المأكولات والمشروبات أن يتصرف بحكمة. أما عن النتائج التي نحصل عليها سواء كانت نجاحا أو فشلا فهي تدل علينا شخصيا ثم نظر إلي وقال:"أرجو أن تسحب استقالتك و أن تعرف جيدا من اليوم أن تفصل بينك وبين تحديات الحياة." ومنذ ذلك اليوم مهما كانت التحديات اذكر نفسي دائما أنني لست أنا المشكلة لأنني كإنسان معجزات لا حصر لها أما المشكلة فهي نشاط من نشاطات الحياة نتعلم منه فنزداد حكمة وخبره وتجارب .

والآن  دعني أعطيك نبذه  بسيطة عن قدراتنا اللامحدودة التي اعطاها لنا الله :

العقل البشري يحتوي على أكثر من مائة وخمسين مليار خلية عقلية ,العقل البشري أسرع من سرعة الضوء وانه عنده القدرة على تخزين أكثر من مليوني معلومة في الثانية الواحدة ,وقلبك يعمل بمعجزات لا حصر لها ويدق أكثر من مائه ألف مره يوميا بدون أن تفكر ...

كل هذه القدرات وأكثر منها بكثير هو أنت وأنا وكل إنسان على وجه الأرض ,فهل تعتقد أن كل هذا يصبح مشكلة ؟؟ طبعا لا لأن المشكلة ليست إلا حالة من حالات ونشاطات الحياة يجب وضعها في حجمها الطبيعي ثم التعامل معها بهدوء حتى نصل إلى الحل المناسب .لذلك كن حذرا من أن تمتلك المشكلة وتجعل المشكلة تمتلكك بل فرق بينك وبينها .

وكن حذرا مما ستقوله لنفسك أو للآخرين بعد كل كلمة " أنا " لأنها تعني كل شيء وفي كل مكان وزمان وبكل مادة وبكل طاقة ,ولا تقل أي شيء يكون سلبيا بعدها بل قل شيئا يدعمك ويقويك,بذلك أنت تغذي عقلك وذهنك بغذاء إيجابي فيكون سندا رائعا وإيجابيا لك في حل أي مشكله مهما كانت صعوبتها.وفي الحقيقة أن الأفكار التي نستخدمها في التركيز على أي مشكلة هي السبب في الأحاسيس وأيضا في السلوك والنتائج التي نحصل عليها .

4/تعلم من الماضي .. عش في الوقت الحاضر.. وخطط للمستقبل 

هل سمعت أحد يقول: إن ماضيه هو السبب في تعاسته؟ أو أنه خسر كل شيء ولم يعد لدية أي شيء؟ ..أو تجد طالبا يقول: إن المستقبل مظلم وإنه لن يجد عملا مثل زملائه الذين تخرجوا السنة الماضية؟ الحقيقة أن معظم الناس يشكو من الماضي أو من المستقبل وكلاهما غير موجود في الوقت الحاضر ,فالماضي انتهى بكل ما حدث فيه ولن تستطيع أن تعود إليه أو أن تغيره ولكنك تستطيع أن تدرك أحداثه على أنها خبرات وتجارب ومهارات لأنها في الحقيقة كذلك .

أما عن المستقبل فاسأل نفسك هذه الأسئلة:

1/ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لي؟

2/مما هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لي؟

وبذلك فأنت تفكر تفكيرا منطقيا وليس شعوريا وتخطط لأسوأ الاحتمالات فتكون مستعدا لو حدثت فعلا.

وقد جاء لي في عيادتي شاب  في العشرينيات من عمره  قال لي: إنه حصل على عقد عمل لمده  سنتين في باريس ولكنه يخاف أن يفشل لأنه لم يسافر من قبل خارج البلاد ولا يشعر بالثقة في نفسه فسألته "ما هو أسوأ شيء من الممكن أن يحدث لك " فقال: "لا أستطيع أن أتكيف مع الحياة هناك , وأكون في حالة نفسية سيئة مما قد يؤثر على إنتاجي في العمل فأخسر عملي " فسألته: "ثم بعد ذلك ما الذي من الممكن أن يحدث "؟فقال:"سأعود وأعمل من جديد في مجالي أو أعمل مع والدي في التجارة " فقلت :"وما هو أحسن شيء من الممكن أن يحدث لو سافرت " فقال:"أن أتأقلم مع الوضع وأنجح في عملي وأكمل دراساتي في الجامعة وأسافر إلى كل بلاد  أوربا " فسألته :"وما الذي تشعر به في داخلك الآن تسافر أم لا " فقال:"أسافر " فقلت"ولو حدث أنك لم تتأقلم وخسرت العقد؟" فقال:"لن أسمح بذلك وسأبذل كل جهدي لكي أنجح وإن لم أحقق ما أريد سأعود هنا وأعمل مع والدي .."

معظم الكتب التي تتكلم عن الأهداف تحفز الناس على التخطيط والتنفيذ لتحقيق الأهداف و لمستقبل أفضل . طبعا هذا شيء رائع لأنه بدون هدف يشعر الإنسان بعدم وجود معنى لحياته , المشكلة هنا هي أن الهدف في المستقبل فماذا أفعل مع الماضي وكيف أعيش هذه اللحظة حتى يأتي وقت تحقيق الهدف؟ لذلك لكي تستطيع أن تبني مستقبلا مشرقا يجب أولا تنظيف الماضي من الأفكار والتركيز السلبي . ومن هنا عش الحاضر بكامل معانيه ووطد علاقتك بالله ورتب أفكارك وقيمك ومن هنا تبني مستقبلك ..

تستطيع أن تنظف الماضي بأن تسأل نفسك دائما :ما الذي تعلمته من الماضي ؟

اكتب كل المهارات التي تعلمتها من التجربة التي حدثت في الماضي واكتب كيف تتصرف لو واجهت نفس التحدي مره أخرى وبذلك فأنت تجعل عقلك يدرك الماضي على أنه مهارة وقوه بدلا من ضعف وضياع . أما عن الحاضر فعشه إيجابيا بكامل معانيه ,عشه بحب تام لله سبحانه وتعالى ,ولا تعشه على أحاسيس سلبيه من الماضي . بذلك أنت تعيش المعادلة بطريقه متزنة فأنت تجعل من الماضي حلما من السعادة ومن المستقبل رؤية من الأمل .     

5/هناك حل روحاني لكل مشكلة 

في زيارة لي في إحدى البلاد كنت أقدم أمسية جماهيرية بعنوان "كيف تخطط وتحقق أهدافك "وبعد الانتهاء  من الأمسية أقترب مني رجل في الخمسينيات من عمره وكان يبدو على وجهه أنه مصاب بشلل في النصف الأيسر من الوجه وقال لي:"هل من الممكن أن تساعدني في مشكله الشلل الذي تراه واضحا في وجهي ؟" فسألته:"منذ متى أصبت بالشلل" فقال:"منذ حوالي سنتين, كنت أدخن بشراهة وأعمل لساعات طويلة وكنت من النوع الذي يغضب لأتفه الأسباب " فسألته:" ماذا فعلت لكي تتخلص من هذا الشلل " فقال:" لم أترك طبيبا أو استشاريا نفسيا إلا وطرقت بابه ولكن مع الأسف لم ينفع معي أي شيء واستمر معي الشلل بل وزادت الآلام في وجهي مما سبب لي الانقطاع تماما عن العالم " فسألته :"ما هي علاقتك مع الله سبحانه وتعالى" فقال:" كنت ملتزما أصلي وأصوم أزكي وأساعد الناس ولكن من كثرة المذاهب والتعقيدات .. بعدت تماما عن الخط الروحاني ,فلا أصلي وليس لي ارتباط روحاني من أي نوع " فسألته :" منذ متى وأنت بعيد عن الخط الروحاني " فقال:"منذ سنتين" فقلت له :" أريدك أن تقول الجملة متكاملة" فقال:"أصبت بالشلل في وجهي منذ سنتين وبعدت تماما عن الخط الروحاني منذ سنتين" فقلت له:"ما رأيك لو ترجع لبيتك وتصلي ركعتين لله سبحانه و تدعو من قلبك أن يشفيك" جاء الرجل في اليوم التالي وقال:" لن تصدق ما حدث لي صليت وبكيت ودعوت الله عز وجل أن يتوب علي ويشفيني ثم نمت ,وفي الصباح وجدت أن الألم والشد في وجهي قد اختفى تماما " فقلت:" كما ترى أنك طرقت الأبواب كلها ماعدا الباب الوحيد الذي يوجد فيه العلاج وهو الله سبحانه وتعالى فأنت أخذت بالأسباب ولم تلجأ إلى صاحب الأسباب ,بحثت عن الحل في الدنيا ونسيت أن الحل روحاني . أرجو أن يكون ما حدث درسا لك لأن كل تحدي من تحديات الحياة ليس إلا هدية من الله سبحانه لكي يقربنا منه أكثر وأكثر, ونعرف أن هناك حلا روحانيا لكل المشاكل"

هذا مثال بسيط يوضح لنا أن الشخص الذي يرتبط بالذات السفلى ويضيع في الدنيا ويعتقد أنه يستطيع أن يجد العلاج لأي حالة مرضية أو نفسية عند الناس يجد نفسه في حلقه مفرغة وأن الحياة مملوءة بالمشاكل والتحديات . ولكن عندما نتوكل على الله عز وجل حق التوكل نجد الحل لكل المشاكل مهما كانت صعبه

6/تغير الأفكار بطريقة الاستبدال يغير الواقع .. والفكر الجديد يصنع واقعا جديدا 

نادية سيدة في الأربعين من عمرها كانت تعاني من زيادة كبيرة في وزنها ,وحاولت كل شيء من النظم الغذائية المختلفة إلى عمليات الشفط ولكن دون جدوى . وفي يوم جاءت لزيارتي في عيادتي وقصت لي ما حدث لها . فشرحت لها أنها لم تنجح بسبب محاولاتها تغيير الشكل الخارجي بدون أن يحدث تغيير داخلي في صورتها الذاتية وكيف يراها المخ داخليا , وتقديرها الذاتي بأنها تستحق فعلا أن تحقق هدفها وأنها تقدر نفسها تماما بدون شروط , واعتقادها عن نفسها وأنها قادرة فعلا على تحقيق أهدافها .شرحت لها كيفيه تكوين مفهوم ذاتي جديد يكون هو الأساس الذي نبني عليه تغيير السلوك . وبدأنا بالبرنامج وفي أول أسبوع استطاعت ناديه أن تنزل سبعة كيلو جرامات من وزنها فكانت في منتهى السعادة بالتغيير الذي حدث في حياتها وفي أقل من ستة شهور كان التغيير في مفهومها الذاتي متكاملا فأصبحت تأكل الطعام الصحي وتمارس بعض التدريبات الرياضية ...  واستطاعت ناديه أن تحقق هدفها بعد أن أحدثت تغيير في الداخل أولا وأصبحت ترى نفسها بوزنها المناسب وتعتقد أنها تستحق السعادة والراحة.

والآن دعني أسالك: لماذا لم يحدث التغيير من قبل ؟نعم , لأنها لم تحدث التغيير من الداخل وأيضا لأنها كانت وتفعل نفس الشيء وهو الاعتماد على الأساليب العلمية المختلفة دون أن تبذل هي المجهود المطلوب لكي تحصل على ما تريد.

فإذا كان الإنسان يريد أن يحدث تغييرا إيجابيا في حياته فعليه أولا أن يحدث التغيير في أفكاره فيستبدل الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية لأن الفكر الجديد يصنع واقعا جديدا .

7/ لا يغلق الله سبحانه وتعالى بابا إلا لكي يفتح بابا أفضل منه        

عندما كنت أعمل في إحدى الفنادق حصلت على جائزة العامل المثالي وكانت الجائزة مبلغا من المال وتذكرتين للسفر إلى أوربا لمدة أسبوعين , وانتظرت أكثر من شهر للحصول على الجائزة ولكن لم يخطرني أحد بأي شيء ,قابلت المدير العام وسألته عن جائزتي قال لي:" أن الإدارة العليا قررت إلغاء الجائزة لهذا العام " فسألته عن السبب قال:" بسبب جنسيتك" فكانت دهشتي مصحوبة بالغضب ولم أتقبل الوضع وقدمت استقالتي, لكن طلب مني رئيسي أمهله أسبوعين حتى يجد بديلا لي ,وفي يوم طلبني مدير الأمن في الفندق وقال لي بأنني متهم بإضافة البقشيش على فاتورة الزبون .. تم التحقيق وعين خبير في الخطوط واتضح أن الخط ليس خطي طلب مني أن أرفع دعوى قضائية لكن طلبت مقابلة  المدير العام وقلت له:"لن أقاضيك ولكنني أؤكد لك أنني سأكون مديرا عاما مهما كانت الظروف ومهما طال الزمن بإذن الله " .في الطريق إلى بيتنا كنت أفكر وأنا أبكي , ماذا أفعل؟ هل أعود إلى مصر أم أستمر في الكفاح؟ ماذا أفعل الآن وأنا لا أملك أي شيء وكيف أعول عائلتي . فجاه سمعت صوتا بداخلي يقول لي تذكر أن الله سبحانه لا يغلق بابا إلا لكي يفتح بابا أكبر وأفضل لأنه أكرم الأكرمين . بدأت بالبحث عن عمل فوجدت عملا متواضعا في مطعم كحارس ليلي , لكن دخلي كان بسيطا فبحثت عن عمل آخر فوجدت في فندق عمل مساعد جرسون وبذلك بفضل الله لم أحتج لأحد . قررت تكملة دراستي ودرست إدارة السياحة والفنادق , ومرت الأيام وحصلت على الدبلوم وبمرتبه الشرف الأولى . وبتوفيق من الله وجدت عملا كمساعد مدير مطعم وحققت للشركة دخلا كبيرا فتمت ترقيتي حتى أصبحت مدير عام لمنطقه مونتريال , ومع أني كنت في وضع جيد بفضل الله إلا أن طموحاتي كانت في العمل في فندق خمس نجوم لكي أحقق حلمي وأصبح مديرا عاما وبالفعل قدمت في وظيفة ثم تدرجت في الوظائف حتى وصلت إلى الإدارة العليا وحققت حلمي وهدفي بفضل الله سبحانه وتعالى . وبعد مرور أكثر من ست عشرة سنة على ذلك أفكر في نفسي كيف أن الله سبحانه وتعالى عندما يغلق بابا فهو يغلقه لأنه لم يعد مفيدا لنا و وقد يسبب لنا مشاكل وتحديات اكبر مما كنا نتخيل , ويفتح لنا بابا آخر أفضل وأحسن من هذا الباب , لأن الله سبحانه وتعالى يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر وهو أكرم الأكرمين .

خاتمه الجزء الثالث:     

في برنامج تلفزيوني سألني المذيع هذا السؤال:

بعد كل هذه الرحلة الطويلة التي أخذت منك اكثر من ثلاثين عاما من الخبرة والدراسات . هل من الممكن أن تشعر بأحاسيس سلبيه ؟ هل من الممكن أن تفكر أنت شخصيا في أفكار سلبيه ؟

فقلت له: لن أكون إنسانا إن لم يخطر على بالي الفكر السلبي ولكني ألاحظه وأفكر في سبب وجودة وأتعرف على الرسالة و الدرس الذي يحتويه وأتعلم منه ثم أحوله إلى تفكير إيجابي نافع يساعدني على التغيير الإيجابي .

والآن دعني أسألك: هل من الممكن أن تشعر بالوحدة من وقت لآخر على الرغم من وجود أناس حولك ؟ هل من الممكن أن تشعر بأحاسيس سلبية من وقت لأخر؟ هل من الممكن أن تشعر بالحزن والغضب ؟...

الإجابة على كل هذه الأسئلة هي نعم بل وأكثر من ذلك.لماذا ؟؟ لان هذه هي الحياة ولكن عندما تهدأ أحاسيسك وتفكر بطريقة منطقية ستجد أنك لم تستفد أي شيء من هذا النوع من التفكير بل على العكس التفكير السلبي يبعدك عن تحقيق أهدافك . بالإضافة إلى أن العقل سيخزن هذه الأفكار وهذه الأحاسيس في الملف الخاص بها فتجد نفسك تتصرف بنفس الطريقة السلبية في كل مرة تواجه نفس النوع من التحدي , والأهم من كل ذلك هو أن التفكير السلبي يقوي الذات السفلى مما يجعلك تبتعد عن الله سبحانه وتعالى.    



توثيق المرجع:

الفقي , إبراهيم . (2008). قوة التفكير. الرياض  : دار الراية للنشر والتوزيع











        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق