08‏/04‏/2012

الاسم :مشاعل عبد الله العوهلي
الشعبة: 4t1 الباب الأول :قوة الفكر  (89-107)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفكر وتأثيره على قوانين العقل الباطن

قانون المراسلات :
(العالم الداخلي هو إدراك ومعنى ووجهة نظر الإنسان في الأشياء وفي الحياة ,وهو السبب في وجود العالم الخارجي ).

فمثلا لو قال شخص: إنه عصبي و إن هناك شخصا معينا يسبب له العصبية !! في الحقيقة لا يوجد إنسان يجعله عصبيا ولكنه تعلم معنى العصبية وتعلم كيف يكون عصبيا. فليس الشخص أو الشيء الذي يجعل الإنسان يتصرف بعصبية أو بهدوء ولكنه الملف الداخلي المخزون في العقل الباطن هو الذي ينفتح إذا واجه الشخص تحديا معينا تعلم من صغره أن التصرف مع هذا التحدي هو العصبية .. لذلك فالعالم الداخلي هو المسبب للعالم الخارجي .
وهناك حكمه هندية تقول: (( العالم الخارجي لا يؤثر في الإنسان ولكنه يظهر ما بداخله )) وقالت اليانور روزفيلت: ((لا يوجد أحد على وجه الأرض في إمكانه إن يجعلك تشعر بأنك اقل منه بدون إذنك الشخصي )) . وهذه حقيقة ثابتة فلا يستطيع أي إنسان أن يدخل بداخلك ويجعلك تشعر بأي شعور أو شعور أو إحساس  فأنت الذي تقرر إدراكك  وأنت الذي تقرر المعنى ووجهة نظرك,وأنت الذي تقرر أحاسيسك, وأنت الذي تقرر سلوكياتك .
لذلك إذا أردت أن تغير أي شيء في حياتك فابدأ بالأفكار التي سببت ملفات عقلك, وبذلك تجعل قانون المراسلات يعمل معك بدلا من أن يعمل ضدك .
وتذكر: ((إِنً اللهَ لاَ يُغَيرُ مَا بِقَوْمٍ حَتى يُغَيرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ))

قانون الانعكاس :
(العالم الخارجي هو انعكاس لما يوجد في العالم الداخلي ).
احمد شاب في العشرين من عمره معروف عنه انه حاد الطباع يتعامل مع الجميع بقسوة وبأخلاق سيئة ولكنه كان منتظما في دراساته فسافر إلى الخارج ليكمل دراسته لكي يحقق هدفه وبالفعل سافر إلى الخارج ووجد فندق صغيرا يحتوي خمس عشرة غرفة يديره رجل كبير و زوجته . وكما هي عادة احمد في التعامل مع الناس كان قاسيا يأمر وينهي حتى بدأ الجميع يبتعد عنه ويتفاداه . وفي منتصف إحدى الأيام شعر احمد بمغص شديد وصرخ من الألم فجاء الجميع لمساعدته وطلب الرجل المسن سيارة الإسعاف لنقل احمد إلى المستشفى فوجدوا أن احمد مصاب بالتهاب خطير في المصران ويجب أن تجرى له عملية جراحية . فوقع الرجل المسن على الإقرار بإجراء الجراحة  ودفع كافة الرسوم المطلوبة أجريت الجراحة لأحمد بنجاح وكان جميع نزلاء الفندق والرجل المسن و زوجته و ابنتهما في قاعة الانتظار لكي يطمئنوا على احمد . وعندما أفاق احمد من التخدير وجد الجميع حوله ومرت الأيام والرجل المسن وعائلته لا يتركون احد حتى خرج بسلامة من المستشفى  ورجع إلى غرفته في الفندق وهناك لم يتركوه لحظه واحدة حتى أصبح في صحة جيدة .هنا حدث تحول كبير في حياة احمد بعد ما أصابه من مرض والاهتمام الكبير الذي وجده من عائلة الرجل المسن وقرر أن يتجه إلى الله سبحانه وتعالى فكان يصلي كل فرض في وقته وأصبحت أخلاقه أكثر من رائعة فأصبح الشخص المثالي في الفندق .
هذه القصة تعطيك فكرة عن أن العالم الداخلي الذي كان بداخل احمد والذي كان مملوءا  بالسلوكيات السلبية والكره والحقد جعل العالم الخارجي سواء كان من أفراد عائلته أو من أصدقائه يبتعدون عنه ويتفادونه فكان عالمه الخارجي انعكاسا لعالمه الداخلي .
 كما قال غاندي: ((كن التغيير الذي تريد أن تراه في حياتك فعندما تغير ما بداخلك سينعكس عليك العالم بنفس المقدار)) .
التوقع والانجذاب :

(أي شي تفكر فيه وتتوقعه وتربط به أحاسيسك ينجذب إليك من نفس النوع قانون الانجذاب) .
كان الملاكم العالمي الشهير محمد علي كلاي يكرر دائما ويقول: (( أنا أفضل ملاكم في العالم وأنا متوقع تماما أن أفوز على أي ملاكم مهما كانت قوته ومستعد أن ادعم ما أقول بالفعل )) . بسبب إيمانه بالله سبحانه وتعالى ثم بسبب اعتقاده التام بقدراته وعالمه الداخلي الايجابي وتوقعه القوي المرتبط بأحاسيسه وتدريبه المستمر أصبح بطل الأبطال على مستوى العالم كله , وعندما سئل في برنامج إذاعي لماذا تقول ذلك؟ قال : ((من ضمن التدريبات التي أقوم بها يوميا التدريبات الذهنية التي اعتقد أنها من أهم عوامل النجاح ومن هذه العوامل الذهنية اعتقادي وتوقعي المرتبط بأحاسيسي وتدريباتي الذهنية المبنية على ذلك )). وكان بطل الكاراتيه العالمي والممثل الشهير بروسلي يدرب تلاميذه في أساليب القتال على أسلوب لم يكن معروفا في ذلك الوقت وهو ما كان يسميه السهل الممتنع , فكان في العشر دقائق الأولى وأيضا الأخيرة من كل تدريب يدرب تلاميذه على القوة الذهنية لكي يساعدهم على بناء قوة اعتقادهم في قدراتهم وتوقعهم في الفوز.
وقال النبي محمد عليه الصلاة والسلام: ((تفاءلوا بالخير تجدوه )) وفي هذه الجملة نجد قانون التوقع والانجذاب فوصانا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم إن أردنا الخير أن نتوقعه .

قانون الاعتقاد :
(أي شي تعتقد أنه حقيقي بالنسبة لك يحدد تصرفاتك وسلوكك بما يتماشى معه حتى ولو كان هذا الشيء غير واقعي أو حقيقي).
هنري فورد مؤسس أول سيارة فورد في العالم قال شيئا أعجبني جدا: (لو اعتقدت أنك قادر على فعل شيء ما أو اعتقدت انك غير قادر على فعل شيء ما ففي كلتا الحالتين أنت على صواب !! )
الاعتقاد يسبب الفعل .. فلو اعتقدت أنك قادر على أن تتعلم لغة جديدة في ستة أشهر فستجد نفسك تتصرف على هذا الأساس ,ولو اعتقدت أنك غير قادر على ذلك فستجد تصرفك من نفس نوع اعتقادك . فالاعتقاد هو القوة الراسخة التي تدعم الأفكار التي يختارها الإنسان فتسبب له الأحاسيس والسلوك وأيضا النتائج التي يحصل عليها وتجعل حياته تماما كما يفكر .

قانون السبب والنتيجة :
(أي شي تفعله سيعطيك نتيجة من نفس نوعه , فلو كررت هذا الفعل تحصل على نفس النتيجة) .
لكي يحصل المزارع على المحصول الذي يريده يجب عليه أولا أن يضع البذور في المكان المناسب ثم يسقي البذور بالماء ويهتم بها يوميا حتى يحصل على النتيجة التي يتمناها, وكذلك الطالب الذي يريد أن يحصل على مجموع عال يؤهله للالتحاق بالجامعة التي يريد أن يلتحق بها يجب عليه أولا أن يذاكر ويبذل المجهود المطلوب لكي يحصل على النتيجة التي يريدها ,والشخص الذي فقد عمله يجب أن يعرف الأسباب التي جعلته يفقد عمله ثم يتعلم لكي يحسن من أسلوبه حتى يتفادى ما حدث في العمل الماضي ويضع الجهد المطلوب لكي يحصل على النتائج التي يريدها .
كما ترى قانون السبب والنتيجة يعمل في كل الأحوال وفي أي مكان ومع أي إنسان مهما اختلفت خلفيته وقيمه واعتقاداته أو شكله ولونه . قانون السبب والتأثير يعمل ايجابيا أو سلبيا, فلو أردت أن تكون سعيدا فابحث عن الأشياء التي فعلتها في الماضي وجعلتك تشعر بالسعادة وكرر نفس الأسباب ستحصل على نفس النتيجة. ومن ناحية أخرى لو عدت بأفكارك إلى الماضي وركزت انتباهك على تجربة سلبية ستجد أحاسيسك سلبية وأيضا سلوكك سلبيا .
وقانون السبب والنتيجة يعلمنا أنه لو أردنا فعلا أن نغير من حياتنا ونعيش بسعادة واتزان يجب علينا أولا أن نغير أفكارنا ونضع أسبابا جديدة تعطينا الدوافع والحماس للتقدم والحصول على النتيجة التي نريد أن نحصل عليها .


ﺍﻟﻔﻘﻲ، ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ. (2008). ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴر. اﻟﺮﻳﺎﺽ: ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق