06‏/04‏/2012

الاسم :فاطمة نزال مبارك الحربي.. الشعبة : 4T1 ..التلخيص من صفحة 8 -28 ..الباب الأول : قوة الفكر




الاسم:فاطمة نزال مبارك الحربي.. الشعبة :4T1

التلخيص من صفحة 8 -28

الباب الأول : قوة الفكر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوة الفكر
كتب فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي :﴿ إن الفكر هو المقياس الذي يميز فيه الانسان البدائل ، ويختار مايراه احسن لسعادته ، وأحفظ لمستقبله ومستقبل أسرته ﴾ . وفي علم النفس الاجتماعي عرف العلماء الفكر على أنه من أهم الاشياء التي تميز الإنسان عن الحيوان أو النبات أو الجماد بواسطته يستطيع الإنسان أن يقيّم بين ماهو مفيد أو غير مفيد ، ماهو حلال أو حرام ، و ماهو إيجابي أو سلبي وبذلك يستطيع أن يختار ما يناسبه من الأشياء ويكون مسئولا عن اختياره .
وكتب الدكتور في كتابه ((قوة التحكم في الذات )) عن حكمة قرأها في الفلسفة الهندية القديمة تقول : ﴿ أنت اليوم حيث أتت افكارك وستكون غدا حيث تأخذك أفكارك ﴾ .
وفي ذلك حقيقة ؛ فلكي يحدث إحساس أو سلوك يجب أن يبدأ بالفكر ، فالفكر هو جذور كل سلوكياتنا وأيضًا نتائجنا وهو السبب في حالتنا النفسية والعضوية وصورتنا الذاتية وتقدرينا الذاتي ، وأيضًا في الثقة في النفس أو عدمها".
وهناك60000 فكرة في العقل يوميًا .
ووجد في بحث لكلية الطب في سان فرانسيسكو عام 1986 أن أكثر من 80 % من أفكار الإنسان سلبية وتعمل ضده . وهذا يدعم مانعرفه عن النفس وأنها أمّارة بالسوء .. ولو قمنا بإجراء حسبة بسيطة وأخذنا نسبة الـ 80 % من الستين ألف فكرة نجد أن محصولنا اليومي من أفكارنا هو48000 فكرة سلبية كل منها تسبب أحاسيس وسلوكًا وأمراضًا نفسية وأيضًا عضوية !!!ألا يستحق ذلك منا أن نكون حريصين كل الحرص قبل أن نضع أي فكرة في ذهننا ؟
لو أحسست بالجوع ووجدت أمامك ثلاثة خيارات ، الأول طعام من بيت العائلة ، والثاني من فندق خمس نجوم ، والثالث من سلة المهملات .. فماذا يكون اختيارك ؟
كلما سألت هذا السؤال في أمسياتي ودوراتي حول العالم لم أجد من قال : والله أنا أفضّل أكل القمامة !!
بل على العكس اختار البعض طعام البيت و اختار البعض الآخر طعامًا من الفندق . لماذا ؟ لأن كلاًّ منا حريص على حياته ؛ فلن يختار أي شئ يؤثر على بقائه أو على حياته .أليس كذلك ؟
لو كان ذلك فعلاً صحيحًا ولو كان الإنسان حريصًا ألا يضع في جسمه شيئًا يؤذيه ، فلماذا إذن يضع في ذهنه أفكارًا قد تؤثر على كل أركان حياته بما في ذلك صحته النفسية والجسمانية ؟ لماذا يضع في ذهنه غذاءً فكريًا من سلة المهملات ؟ ويرجع ذلك إلى البرمجة السابقة التي تبرمجنا بها من الوالدين ثم من المحيط العائلي ثم المحيط الاجتماعي ثم المدرسة ثم الأصدقاء ثم وسائل الإعلام .. وبذلك لم يكن لنا في الحقيقة اختيارًا لأسلوب تفكيرنا ولا برمجتنا ؛ لذلك أظن أن الوقت قد حان كي نختار أفكارنا كما اختيار الطعام الذي نأكله والثياب التي نلبسها ، ولكي يحدث ذلك يجب أن الإنسان لايضع في جسمه شيئًا يؤذيه فلماذا يضع في فكره شئ يضره ثم نتوكل على الله سبحانه وتعالى ثم نبدأ بمعرفة كل مانستطيع أن نعرفه عن الأفكار وقوتها .
                      الفكر له برمجة راسخة
مع أن الفكر قد يكون بسيطًا ولا يستغرق من الوقت أكثر من لحظات إلا أن له برمجة راسخة مكتسبة من سبعة مصادر:
1-الوالدان :
أول برمجة اكتسبناها في حياتنا كانت من الأب والأم . تعلمنا من الوالدين الكلمات ومعناها وتعبيرات الوجه وتحركات الجسم ومعنى الأحاسيس والسلوكيات والقيم والاعتقادات الدينية والمبادئ والمثل العليا ، ولأنها أول برمجة لنا في هذا العالم ومرجعًا أساسيًّا في التعامل مع أنفسنا أو مع العالم الخارجي .
2- المحيط العائلي :
بعد الوالدين لاحظنا أن هناك عالمًا آخر من الأخوة والأخوات أو من الجد والجدة أو من العم والخال ومن أولادهم .بما تبرمج به من قبل وبذلك أصبحت البرمجة أقوى من ذي قبل .
3- المحيط الاجتماعي :
سواء كان ذلك من الجيران أو غيرهم ،ويستمر العقل بربط المعلومات التي يتلقاها من أي مصدر خارجي إلى أساس البرمجة المخزنة في العقل اللاواعي وبذلك تزداد البرمجة قوة .
4- المدرسة :
أسلوب المدرسيين والمسئولين بها من كلمات وتعبيرات وأخلاق وسلوكيات ونضيفها على برمجتنا السابقة فأصبحت راسخة بقوة في العقل الباطن .
5- الأصدقاء :
هذا المصدر يعتبر من أخطر مصادر برمجتنا بعد الوالدين ،فمن الممكن أن نتعلم سلوكيات سلبية من شتى الأنواع ، ثم أثر ذلك على برمجتنا الأساسية وبذلك أصبحت البرمجة لها معانٍ متنوعة وملفات مختلفة في مخازن الذاكرة .
6- وسائل الإعلام :
إن معظم الشباب يشاهدون التلفاز لفترات طويلة ؛ لذلك فهو يتأثر بأحداثه سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا ، وهذا المؤثر الخطير يضيفه الناس على برمجتهم فتصبح أقوى وأعمق من ذي قبل.
7- المصدر السابع لبرمجتنا الذاتية هو أنفسنا :
فبعد كل هذه البرمجة السابقة التي تبرمجنا بها من العالم الخارجي وأصبح عندنا قيم واعتقادات ومبادئ راسخة أصبح عندنا القدرة على إضافة سلوكيات جديدة من الممكن أن تكون سلبية أو إيجابية ويربطها العقل بالمعلومات السابقة فتصبح برمجتنا راسخة وعميقة ويصبح لدينا تكيف عصبي وعادات نقابل بها العالم الخارجي وتكون السبب في نجاحنا أو فشلنا وفي سعادتنا أو تعاستنا .
والفكرة هي بداية الأهداف والأحلام وهي مرجع العقل في التجارب والخبرات ومعنى الأشياء وكيفية ربط السعادة والألم في حياتنا ، والفكرة قد تكون السبب في الأمراض النفسية وأيضًا الأمراض العضوية.
الفكرة ليس لها حدود ولا تتأثر بالوقت ولا المسافات ولا الأماكن .
الحقيقة فأنت وأنا وكل إنسان على وجه الأرض وصلنا إلى ماقد وصلنا إليه اليوم بسبب أفكار الأمس وسنصل إلى ما سنصل إليه غداً بسبب أفكار اليوم ،وتذكر أن أفكارك من صنعك أنت ، فقبل أن تكوِّن فكرة في ذهنك قيمها وإن كانت لها فائدة إيجابية تبناها وضعها في الفعل وكن ملتزما ومرنا.
وبدأ التدريب وكان أولا داخليًا وذلك بأسلوب يسمى التخيل الابتكاري فكان يتدرب ساعات طويلة على ذلك حتى تحول اعتقاده إلى النصر وأصبحت أفكاره إيجابية ومع التدريب النفسي والجسماني والفني أصبح مرة أخرى مصنفا من أفضل عشرة لاعبين في العالم بل وأصبح موضع احترام وحديث الناس ؛ لأنه استطاع أن ينتصر على نفسه رغم المؤثرات الداخلية والخارجية هذا هو أندريه .
الفكر يصنع ملفات الذاكرة في العقل
عندما يولد الطفل فهو يأتي للدنيا نقيا تماما وكل ملفات عقله روحانية ونقية ولا يوجد عنده أي إدراك لأي معنى ولا لأي لغة ولا يدري مايجري حوله ، وكلما أدرك الطفل معنى آخر للغة يتكون عنده ملف خاص بهذا المعنى .
فنجد ملفًا للحنان وملفًا للتسامح وملفًا للراحة وملفًا للعصبية وآخر للخوف أو القلق أو الإحباط أو التوتر ...الخ
فلكي يكون التغير متكاملا يجب أن يبدأ الإنسان به من الداخل ، فمهما كانت المساعدات الخارجية قوية وفعالة فلن تساعدك إلا إذا ساعدت أنت نفسك وذلك بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ثم بتغيير معنى الإدراك الموجود في الملفات الداخلية ، وهنا يكون التغيير شاملا . فعندما تغير إدراكك تغير معنى الأشياء بالنسبة لك وتغير الملفات الداخلية وتغير حياتك . بإذن الله كما تريدها أن تكون .
الفكر يصنع الاستراتيجيات العقلية
إن الاستراتيجية هي متتالية من أفكار محددة وتصورات داخلية وخارجية لتجارب معينة تؤدي إلى نتيجة محددة ، فالشخص الذي يقول إنه يصاب بالصداع عندما يستيقظ في الصباح فهو يستخدم متتالية من الأفكار والتصورات الداخلية التي بدورها سببت له الصداع .
وفي الواقع إن كل حياتنا وتصرفاتنا ليست إلا استراتيجيات عقلية ونعيش بها في أي مكان أو زمان فعندنا استراتجية للنوم نستخدمها لننام أو نستمر مستيقظين ، وإستراتيجية للتعامل مع الناس سواء كانوا أقارب أو زملاء أو غرباء عنا ، وإستراتيجية للأكل وتناول الطعام فهناك من يأكل بسرعة وهناك من يأكل ببطء ،وهناك من يأكل وهو فعلا جوعان وآخر يأكل وهو غير جوعان فهو يأكل لأنه جوعان شعوريا لكي يشعر بالسعادة والبهجة .
الفكر يؤثر على الذهن
العقل البشري يعمل بالاتجاهات ،المهم أن تعرف أي شئ تدركه وتفكر فيه يجعل الذهن منتبهًا لهذه المعلومة في الحال .
وتستطيع أن تقيس على ذلك في ركن من أركان الحياة ، ففي الركن الروحاني لو كانت الفكرة هي قيام الليل للصلاة وصلاة الفجر في أوقاتها ستجد أن الذهن يركز على ذلك ويفتح كل الملفات التي تساعدك على تحقيق هذا الهدف . وأيضًا في الركن الصحي ، لو كانت الفكرة الملحة هي تحسين الصحة والوصول إلى الوزن المناسب وربطها بالسعادة ستجد أن تركيز الذهن ينشط ويفتح كل الملفات الخاصة بتحسين الصحة والوصول إلى الوزن المناسب ومع الفعل والإصرار والصبر يصل الشخص بإذن الله إلى تحقيق هدفه . ومن ناحية أخرى لو أن الطالب يفكر في الخوف من الامتحانات واحتمال الرسوب سيساعده الذهن على البعد عن هذا المصدر الذي سيعتبره العقل خطرَا على حياته وبذلك يزيد قلق وتوتر الشخص وتتصاعد الأحاسيس السلبية لدرجة أن بعض الشباب لا يدخل الامتحان من شدة الخوف !!!

الفكر يؤثر على الجسد
"العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر " .فما تفكر فيه وتقوله لنفسك يأخذه المخ ويفتح الملف الخاص به بما في ذلك تحركات الجسم وتعبيرات الوجه الخاصة بهذا الملف فيشعر الإنسان بجسده يتأثر بسبب الفكرة . أن العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر. والآن دعنا نجرب شيئا معًا..فكر في شخص تحبه ولم تره منذ فترة طويلة وتخيل أنه أمامك الآن ولاحظ تعبيرات وجهك وتحركات جسمك، الآن فكر في شخص لا تحبه وتخيل أنه أمامك الآن ولاحظ تعبيرات وجهك وتحركات جسمك. هل لاحظت الفرق في الحالتين ؟
معنى ذلك أن ماتفكر فيه يركز عليه ذهنك ويفتح من مخازن الذاكرة الملفات الخاصة به فيتأثر به جسمك في الحال ، ومن المهم أن تعرف أن العقل عنده القدرة بإذن الله على علاج الجسم ومساعدته على التخلص من الآلام . لذلك من اليوم قرر في ماذا تفكر لأن ذلك سيؤثر على جسمك وطاقتك ومدى نشاطك أو عدمه وأيضًا لاحظ وضع جسمك لأنه سيؤثر على ذهنك سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا.

توثيق المرجع:

ﺍﻟﻔﻘﻲ، ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ. (2008). ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴر. اﻟﺮﻳﺎﺽ: ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق