09‏/04‏/2012

الاسم: عهد عبدالله -4T1 التلخيص : من _108-125)


الفكر والتسلسل الذهني

المقدمة:

" من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ".

هذه المبادئ جزي بسيط من هذا العلم الذي بفضل الله سبحانه وتعالى ساعد الآلاف من الناس حول العالم، وفكرت أنه لكي يكون عندك معرفة كاملة بقوة الفكر أن أقدم إليك نخبة من مبادئ ديناميكية التكيف العصبي لكي توسع آفاقك أكثر وتساعدك بإذن الله على التحكم في القوة التي بسببها يحدث كل شيء في الحياة.

الفكر يسبب الواقع من نفس نوعه في وقت حدوثه وهذا الواقع يتسع وينتشر:

لو فكرت في معنى الواقع ستجد أنه إدراك لمعنى معين مدعم باعتقاد شخصي يستخدمه الشخص في مواجهة الأشياء والأشخاص، فمثلاً إدراكك لشيء معين لا يعني أنه إدراك لكل الناس فمن الممكن أن يكون هناك إدراك آخر لعنى الأشياء بالنسبة للأشخاص الآخرين وذلك توجد تحديات في الاتصال مع الآخرين.  فمثلاً في حالات الزواج والطلاق تجد الزوجين سعداء في بداية حياتهما معاً، وهذا واقع لما يدركه بطريقة مختلفة عن الأولى وهذا إدراك آخر، ومن الممكن أن يقرروا حلاً للمشاكل بينهما والعيش معا مرة أخرى كما كانوا من قبل فيتغير الواقع من سلبي إلى إيجابي، وهكذا بتغير الواقع حسب الإدراك في وقت معين على أساس الفكرة التي يضعها الإنسان في ذهنه. وفي الناحية الدراسية من الممكن أن نجد طالباً مجتهداً وحصل على مجموع كبير في الثانوية العامة لأنه أراد أن يدخل كلية الطب، فكان يعمل يجهد كبير فكان هذا وقعاً وعندما بدأ الدراسة في الطب لم يستطيع التأقلم فرسب في السنة الأولى. والحقيقة أن الواقع ليس إلا إدراك لما تبرمج عليه الإنسان وهو يختلف من شخص لآخر ومن جنسية لأخرى.

يبني العقل البشري على آخر واقع:

حتى الآن تعلمنا معا أن الفكر يسبب الواقع من نفس نوعه وفي وقت حدوثه، وأن هذا الواقع يتسع وينتشر وإن الإنسان يندمج وينسجم مع واقعه، وأخيراً أن الإنسان سيجد التدعيم لهذا الواقع من العقل سواء كان ذلك سلبياً أو إيجابياً ثم تأخذك الفكرة في التسلسل الذهني إلى المبدأ التالي وهو أن العقل البشري يبني على آخر واقع.

وعندما نكتشف هذا المبدأ بفضل الله سبحانه وتعالى نأخذ في التكفير بشدة لأن هذا المبدأ هو السبب الأساسي في السعادة أو التعاسة، وفي النجاح أو الفشل، وفي التقدم والنمو أو التأخر والجهل، وحالات الطلاب التي تزداد عدداً في كل يوم، وفي المشاكل التي تحدث بين العائلات وفي التحديات التي تواجه العالم بأكمله!!. وهذا يتكون في بعض الأمثلة التالية:

في يوم أنتجت فيه مديرة مكتبي إنتاجاً ممتازاً جعلني فخوراً بها وسعيدا أنها تعمل معي وكان ذلك هو الواقع بالنسبة لي وفي كل مرة أتكلم عنها أو أفكر في مكتبي في مونتريال أفكر في هذه الحقيقة وهذا الواقع فقط، وفي يوم حدث بيننا سوء تفاهم فكان لي آخر واقع وبعدها كنت عندما أفكر في العمل أتذكر ما حدث بيننا لأنه آخر شيء كفر فيه العقل فكان من الممكن أن أترك عقلي يدعم رأيي وبيني ذلك على أخر تجربة فقط لأن ذلك هو طبيعة العقل فهو لا يستطيع أن يفكر في أكثر من شيء واحد فقط في وقت معين فلن تستطيع أن تفكر في قطة وكلب في نفس الوقت ولكن يجب أن يكون هناك ترتيب في الأفكار وفي الذاكرة وفي الملفات فلو قلت قطة فأنت بدأت بها ووضعت كلباً بعدها وهكذا يفكر العقل ويبني فقط على آخر تجربة وآخر واقع.

ففي العلاقات الزوجية لو حدث أن كان آخر واقع هو الخلاف ستجد أن العقل يعمل على تدعيم رأيك ثم البناء على هذا الواقع فأي شيء يحدث يبينه العقل على هذا الواقع الأخير ولو فكر الزوج في زوجته أو العكس سيأخذهم العقل إلى آخر واقع وقد يكون ذلك سبباً في الطلاق.

كما ترى كيف أن العقل يبني على آخر تجربة وواقع فكن حريصاً من ذلك وأذهب قبل آخر واقع.

أن كل شئ يحدث أولا في التفكير ...وقوة التفكير لها تأثير على أحاسيسك و سلوكك و نتائجك و بالتالي لها تأثير على واقع حياتك .مع أن الفكر قد يكون بسيط ولا يأخذ من الوقت أكثر من لحظات إلا له برمجة راسخة مكتسبة من سبعة مصادر جعلوا منه قوة راسخة و مرجعا للعقل يستخدمه وهذه المصادر السبعة هى: الوالدان و المحيط العائلي و المحيط الاجتماعي و المدرسة و الأصدقاء و وسائل الإعلام و أخيرا أنفسنا .عندما يولد الطفل فهو يأتي للدنيا و كل ملفات عقله نقية ولا يوجد عنده أي إدراك لأي معنى ولا يدرك ما يجري حوله و يمر الوقت ويكبر الطفل و يتكون عنده إدراك بسيط لمعنى ما يحدث حوله و هنا يبدأ العقل في فتح ملفات ذهنية لهذا المعنى . لذلك لو شعر الإنسان مثلا بالخوف من شئ ما يفتح له لعقل ملفا للخوف وكلما واجه الشخص هذا الخوف سواء بالتفكير فيه أو بوجوده أمامه مباشرة تتصاعد الأحاسيس ويتراكم الخوف في ملف الخوف

وحديث تكلمنا عن قوة الفكرة وكيف أنها تؤثر على الذهن وتجعلك تركز على الشئ الذي تفكر فيه , وهذا التركيز يسبب لك الأحاسيس و الأحاسيس ستأخذك إلى السلوك , وهنا تظهر على وجهك التعبيرات ويبدأ جسمك في التحرك لكي يدعم الكلام ,وكل ذلك سببه الأساسي هو الفكر! وصنف العلماء السلوك إلى ثلاثة أصناف 

_ السلوك العدواني أو الهجومي .

_ السلوك المطيع أو المستسلم .

_ السلوك الحازم و الواثق من نفسه.

يقول علماء النفس، عندما تطلق لخيالك العنان كي ترسم الصورة التي تحبها في حياتك فانك بذلك تستخدم قوة التفكير الإيجابي في تغيير واقعك الذي لا تريده. هناك عدة طرق لمساعدتك على تحويل خيالك إلى واقع.

حدد حلمك.. كثيرون يشعرون بالتعاسة في حياتهم لأنهم لا يعرفون ماذا يريدون كما أن تحديد ما تريده أول خطوة على طريق النجاح وإذا أردت أن تنجز شيئا مهما عليك بالتركيز عليه ولا تدع أي شيء يبعدك عنهوعليك أن تكرر بينك وبين نفسك ما تريده فهذا التكرار يصنع نوعا من الشعور الإيجابي داخل عقلك الباطن ويجعلك قادرا على فعل ما تريد، وكذلك التأمل يجعلك تشعر بأنك اقوي وأكثر إيجابية من النواحي العاطفية والجسمانية والروحانية ويعيد لك شحن بطاريتك ويجعل تخيلك اقوي وأسهل، وأخيرا التركيز الدائم أمر صعب لكن كي تستفيد من أفكارك الإيجابية التي تنبعث من عقلك عليك التخلص من أفكارك السلبية وهذا ما يسمي بعملية التطهير

هذا ومن جانب آخر، فإن الحياة التي نحياها والطريقة التي نعيش بها الحياة هي عبارة عن انعكاس لسلوكنا في الحياة وفي كيفية تناولنا للحياة وتعاملنا معها. لذلك فبإمكاننا أن نتعلم بعض الأساليب التي من شانها أن تغير الطريقة التي نتعامل بها مع أنفسنا وبالتالي كيفية تناولها للحياة عندما نواجه المشاكل أو الفشل.
الملحوظات التالية تساعد في تقوية حس التفاؤل عند الإنسان بحيث يستطيع التغلب على مشاكل الحياة بقوة شكيمة وبعزم اكبر:

حارب الأفكار السلبية: حاول محاربة الأفكار السلبية والسوداوية، كذلك لا تكثر من التفكير في المشاكل بل أبعدها قدر الإمكان عن تفكيرك و حاول دوما التفكير بالأمور الإيجابية

حاول تعليم نفسك دروسا في التفاؤل: حاول إيجاد الأمور الإيجابية في الأوضاع السلبية. حاول دائما تقييم تجاربك حتى الفاشل منها على أنها خبرات تضاف لحياتك وأنها دروس تعلمت منها أن تكون أكثر صلابة

حدد أهدافا منطقية لحياتك: إذا قمت بتحديد أهداف صعبة جدا فان احتمالات الفشل كبيرة وهذا يؤثر سلبا على نفسيتك. قم بوضع اهدف ممكنة لأنك كلما حققت هدفا زاد ذلك من تفاؤلك. ليس هنا المقصود أن لا تتطلع لإنجازات كبيرة بل أن تقوم بتقسيم أهدافك على مراحل بحيث يصبح تحقيقها يبدو ممكنا.
كف عن المبالغة: لا تبالغ في وصف المشكلة التي تواجهها بل حاول أن تقلل من شأن المشكلة




الخاتمة:

وفي الختام يمكننا القول أن الفكرة هي البداية لكي شيء لكي تأكل يجب أن تفكر وتركز وتشعر بالجوع، ولكي تشرب يجب أن تكفر أنك عطشان، ولكي تنام يجب أن تفكر أنك تريد أن ترتاح، ولكي تضحك، ولكي تبكي يجب أن تفكر في شيء سمعته من شخص ما أو في وسائل الإعلام أو قرأت عنه أو تذكرته بداخلك لكي يحدث اللوم وتبكي، ولكي تحزن يجب أن تفكر في شيء يسبب لك الحزن، لذلك لو أردت حقاً أن تحقق أهدافك وتعيش أحلامك يجب أن تفكر بأفكار تساعدك على حقيق أهدافك ، وتبتعد تماماً عن الأفكار التي لا تخدمك وتبعدك عن أهدافك وتسبب لك القلق والإحباط والتوتر.



الفقي ، ابراهيم .(2008) .قوة التفكير .الرياض :دار الراية للنشر و التوزيع.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق